يقول شاب: "أنا فى الخامسة والعشرين من العمر، وأتعاطى الكوكايين منذ سنتين.
وبدأت بشم الكوكايين فى المناسبات والحفلات الشبابية، إلى أن أصبحت عادة، وفى الصباح أبدأ بأول جرعة وهكذا طول اليوم مع تدخين الحشيش.
وفى المساء لا أستطيع النوم طبيعيا حتى أتناول المنومات، وساءت حالتى الصحية والنفسية.
وكثرت مشاجراتى مع زوجتى، إلى أن وصلنا إلى الطلاق، كما أواجه العديد من المشاكل بالعمل، وأشار على الأقارب والأصدقاء بضرورة العلاج، فهل يمكن نجاح العلاج لحلتى هذه؟
تجيب على السؤال الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس قائلة:
"يعتبر الكوكايين من المواد المنشطة للجهاز العصبى المركزى، وله تأثير على نسبة الهرمونات العصبية التى تقاوم الاكتئاب، وتسبب الشعور بالمرح مثل النورأدرنالين والسيروتينين والدوبامين.
والمشكلة الأساسية تكمن فى آثار التعاطى على حياة الشخص، فنجد هذا الشخص أصبح مندفعًا عدوانيًا عصبيًا.
مع تدهور كفاءته فى العمل وتتدهور علاقاته الاجتماعية والشخصية، لذا فإن التوقف عن تعاطى الكوكايين ليس له أعراض جسمية خطيرة، فكل ما يحدث عند الإقلاع عن الكوكايين يشعر المدمن بالكسل والرغبة فى النوم.
مع شعور حاد بالكآبة قد يصل إلى التفكير فى التخلص من الحياة عن طريق الانتحار، ويشعر أيضًا بالقلق والإرهاق الشديد، وتستمر هذه الأعراض عدة أيام بسيطة ثم تختفى.
ولذلك فعلى المعالج أن يتعامل مع مدمن الكوكايين بعدة إستراتيجيات التى تضمن احتواء كل المحاور المحيطة بالمريض، منها الإستراتيجيات النفسية والاجتماعية والبيولوجية فى العلاج.
وتتضمن خطة العلاج:
1- برنامج تنقية الكوكايين من الجسم “Detoxification”
وتعتمد على الامتناع نهائيا عن تعاطى الكوكايين مع الإكثار من شرب السوائل.
ويمكن القيام بهذه المرحلة بالمنزل مع المتابعة بعمل تحاليل طبية للتأكد من نقص نسبة الكوكايين بالجسم، وفى هذه فترة تظهر أعراض الانسحاب التى تتمثل فى:
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- تعكر المزاج والقلق الشديد.
- اضطرابات النوم.
- البعض يعانى من اكتئاب والشعور بالاضطهاد.
- البعض يعانى من اشتباه قوى لتناول الحشيش.
وللتحكم فى أعراض الانسحاب ينصح باستعمال مضادات الاكتئاب التى أثبتت فاعلية فى تقليل الاكتئاب مثل الفينفلورامين والدسيبرامينز
وكذلك مشتقات البنزوديازبين التى تخفف أعراض القلق مثل الديازيبام والبروبرانولول وعقار الامنتادين والبروموكربتين اللذين يعملان على تقليل أعراض اللهفة والاشتياق التى تصيب المريض فى مرحلة الانسحاب الأولى التى تستمر أسبوعين.
2- الإستراتيجيات النفسية:
غالبًا ما يتم من خلال العلاج المعرفى السلوكى مع جلسات العلاج الفردى والأسرى والجماعى.
ويركز المعالج على تغير مشاعر المريض الإيجابية التى كان يشعر بها، ويستمتع بها من إدمان الكوكايين إلى طرق أخرى ممكن أن يحصل بها على نفس تلك المؤثرات الإيجابية مثل ممارسة الرياضة والانتظام فى العمل.
وممارسة الهويات المحببة للمريض، وتنمية الوازع الدينى الذى يساعد المريض على إثبات الشعور الإيجابى والشخصية الجديدة المقبولة من قبل المجتمع.
3-يلعب دور العلاج الأسرى دورا مهما فى إستراتيجيات العلاج:
ولابد أن نركز من خلال الأسرة على المستقبل ومدى التغيرات التى لابد أن تطرأ على طبيعة أنشطة الأسرة، والتى تساعد المريض على استمرارية إقلاعه.
وترشّد طاقته عن طريق توجيهها إلى اتجاهات مختلفة بعيدة عن إدمان الكوكايين.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع